شاهيناز نائبة المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 1811 نقاط : 3791 السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 01/04/2009 العمر : 46
| |
شاهيناز نائبة المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 1811 نقاط : 3791 السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 01/04/2009 العمر : 46
| |
شاهيناز نائبة المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 1811 نقاط : 3791 السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 01/04/2009 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلة الموت .. القصة الكاملة لغرق 25 سوريا في بحر إيجه يرويها احد الناجين السبت أبريل 25, 2009 6:44 am | |
| محمد وإرادة الحياة.. "في هذا الموقف العصيب، لم يكن أمامي إلا السباحة، وترك الآخرين يواجهون المصير المحتوم، لعلّي أصل الشاطئ وأستدعي النجدة" يصمت محمد لبرهة وعلامات الحزن شديد ترتسم على وجهه، يتنهد بعمق قبل ان يتابع: "اتخذنا اتجاهات مختلفة للوصول إلى الشاطئ، ومازاد الأمر سوءاً، هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وارتفاع الموج، بحيث بات الوصول إلى الشواطئ التركية ضرباً من الخيال. رحت أسبح بدون أمل، منذ الساعة الرابعة صباحاً، وأذكر أني التقيت شخصين قرابة منتصف الظهر. تبادلنا التحية ونصحتهم أن يسلكوا الاتجاه الذي أمضي فيه، إلا أنهم فضلوا سلوك اتجاه آخر. بعد مضي 13 ساعة من السباحة المتواصلة، وفي تمام الخامسة مساءً، وصلت الشاطئ التركي. أخذت استراحة لمدة 15 دقيقة، ثم تسلقت الجبل. بعد عناء كبير وصلت الطريق العام، وقمت بعدة محاولات بائسة لإيقاف إحدى الحافلات المارة، وبعد مضي 30 دقيقة والساعة قاربت على السادسة مساءً، ، توقف سائق باص مستفسراً عن سبب حالتي المزرية، فأخبرته أنني عربي طالباً منه إيصالي إلى الجندرما. قابلت الضابط المناوب وأخبرته عن تعرضنا لعاصفة، وعن وجود العشرات ممّن يلاقون حتفهم في البحر، عندها اتصل بالضابط المسؤول في مدينة "سفريا سار" التي تبعد عن أزمير (60كم). حضر الضابط المسؤول، وأمر لي بثياب جديدة، كما قدّم لي كوب شاي وسندويشة.. عقب ذلك، طلب مني مرافقته، وقمنا بجولة بحث على طول الشاطئ بمرافقة دورية شرطة، وبعد 3 ساعات من البحث عثرنا على أحد الناجين وكان مصرياً، بينما لم تفلح محاولاتنا بالعثور على الآخرين. صباح اليوم التالي 10/12/2007، عثرت فرق الإنقاذ على 43 جثة، لفظتها مياه البحر على الشاطئ، وبدأت السلطات التركية وفرق الإنقاذ مدعومة بالهليكوبتر، بعملية بحث شاملة، فوجدوا اثنين أحياء في البحر، إضافة إلى اثنين أمضيا الليل في جزيرة، لتبلغ حصيلة الأحياء 6 أشخاص، والغرقى 43، وبحلول المساء ارتفع عدد الغرقى إلى 48 شخص. انتهت عمليات البحث بعد يومين، واستقر عدد الناجين عند 6 أشخاص، وبالتالي كان حصيلة السوريين (3 أحياء، 25جثة، 22 مفقود).
اهتمام السفير المصري والقنصل..السوري يتابع محمد "قامت الشرطة التركية بالتحقيق مع الناجين، وهم بالإضافة لي، جودات محمد علي، حسن شحيبر (سوريا). مختار سراج، حسين السيد عطا (مصر). أمين شيخو (لبنان). تبيّن أن "معمر" مدير فندق غولين، شريك للمهرب في العملية، وبعد 3 أيام بتاريخ 14/12/2007، ألقت السلطات التركية القبض على معمر ومتين(زعيم المهربين)، وبعد أسبوع تم إلقاء القبض على صاحب الشاحنة وأصحاب الباص (7أشخاص). بعد مضي 3 أيام على حادثة الغرق، زارنا السيد بشار (موظف من القنصلية السورية في أسطنبول)، مصافحاً بحرارة ومباركاً لنا بالسلامة، واعداً إيانا بتقديم كافة أشكال المساعدة والتسهيلات، ولم نره بعدها.. كما توافدت البعثات الدبلوماسية الأخرى، وكان بينهم السفير المصري الذي أشرف على عودة رعاياه إلى بلادهم. اقتادنا عناصر المخابرات إلى فرع المخابرات في أزمير، وهناك تمّ عرض أعضاء العصابة علينا، وتعرّفنا عليهم، إذ بلغ عددهم (8 أشخاص)، بينهم مهربون متورطون بعمليات تهريب أخرى. بتاريخ 15/12/2007 نُقلنا إلى (مركز شرطة) في مدينة (سفريا سار) التي تبعد عن أزمير مسافة 60كم. ولقينا معاملة إنسانية من العناصر والضابط المسؤول، فقدموا لنا الطعام واللباس كما سمحوا لنا بمكالمة الأهل في سوريا. بقينا محتجزين في المخفر حتى تاريخ 20/12/2007، وحضر الضابط المسؤول مودعاً ومتمنياً لنا حياة أفضل، ثم نُقلنا إلى سجن "اليابانجي" بمحافظة أزمير، حيث مكثنا فيه لمدة أسبوعين، ولقينا كذلك معاملة حسنة، حتى إنهم كانوا يوصلون لنا الجرائد التي تغطي أخبارنا مثل "الصباح"، ويسمحون لنا بمشاهدة القنوات التي تعرض صورنا مثل: star, show, cnn turk. مساء الأربعاء 2/1/2008 تم نقلنا إلى الحدود السورية، بعد أن أرسلت لنا السفارة السورية إلى السجن بطاقات العبور، ليتم ترحيلنا عن طريقها إلى سوريا. صباح الخميس 3/1/2008 وصلنا برفقة عنصري أمن تركيين إلى باب الهوى التابعة لمحافظة إدلب، وسلمانا إلى السلطات السورية.." هنا تنتهي رواية محمد، بقي ان نشير إلى تصدر هذا الحدث الصحافة التركية مشيدة ببطولة هذا الشاب السوري الذي كابد وتحدى المصاعب ليخبر الشرطة التركية في محاولة لإنقاذ رفاقه، في حين اكتفت الصحافة السورية بنشر خبر مقتضب، رغم ان معظم الضحايا هم عمال سوريين كانوا يعملون عادة في الدول المجاورة مثل لبنان والأردن | |
|